العلاقة مع الضواري الأخرى
على الرغم من سرعة الفهود وبراعتها بالصيد، إلا أنها غالبًا ما تخضع للضواري الأكبر حجمًا التي تشاطرها معظم موطنها، حيث أنها لا تستطيع الدفاع عن نفسها ضدها بعد أن فقدت قوتها الجسدية ومقدرتها على تسلق الأشجار لصالح سرعتها الفائقة أثناء عملية تطورها خلال آلاف السنين. تتجنب الفهود قتال أي حيوان ضار آخر في معظم الأحيان، وتقوم بهجر طريدتها لصالحه عوض أن تخاطر بتعرضها لإصابة قد تقعدها أو تؤثر على مقدرتها على العدو، مما قد يؤدي إلى فشلها بالصيد في كثير من الأحيان وبالتالي نفوقها جوعًا، ومن أبرز الضواري التي تسلب الفهود طرائدها، الضباع المرقطة الأكبر حجمًا والأقوى فكًا، فهذه لا تخشى الفهود وتقترب منها بثقة عمياء وتسرق طريدتها، ولا تقدم الفهود على مقارعة الضباع خوفًا من أفكاكها طاحنة العظام التي يمكن أن تحطم أحد أطرافها أو تقتلعها، ومن أكثر الأماكن حيث يُشاع حصول هكذا منازعة، منتزه ماساي مارا الوطني في كينيا، حيث تكتشف النسور موقع الصيد بسهولة نظرًا لانكشاف السهول، وتستدل عن طريقها الضواري الأخرى في المنطقة.
فهد يزمجر على ضبع مرقط يحاول سرقة طريدته في منتزه ماساي مارا الوطني، كينيا.
تصل نسبة احتمال فقدان الفهود طريدتها لصالح مفترس آخر إلى 50%.[14] تتفادى الفهود منافسة الضواري الأخرى عن طريق صيدها في أوقات مختلفة من النهار لا تحبذها الأخيرة، وعبر اقتياتها فورًا على الفريسة بأسرع ما يمكن. وفي الآونة الأخيرة، أخذت الفهود الأفريقية تتعرض لمزيد من الضغوط من قبل المفترسات الأخرى نتيجة لتدمير المزيد من مساكنها وموائلها الطبيعية في تلك القارة على يد البشر، لغرض استصلاح الأراضي للزراعة وتربية الماشية.[50]
تُقتل الفهود في كثير من الأحيان، وبشكل خاص الجراء منها، على يد الضواري الأخرى، ومعدل الوفيات بين الجراء مرتفع للغاية، إذ أن نسبته تصل إلى 90%، ومن المفترسات التي تستهدف الفهود وجرائها عمدًا: الأسود، النمور، الضباع، الكلاب البرية الأفريقية، والعقبان حتى. تقوم الأنثى بالدفاع عن جرائها ضد أي معتد، وفي بعض الأحيان تنجح في صد بعض الضواري وردها على أعقابها، كذلك غالبًا ما ينجح تحالف من الذكور بصد بعض الضواري الأخرى، شريطة أن يكون الذكور في هذا التحالف أكثر عددًا من المفترسات المعتدية وأن تقل الأخيرة عنها في قدها أو تماثلها. يعتبر الفهد البالغ السليم بمنأى نسبي عن معظم المفترسات نظرًا لسرعته الفائقة التي تمكنه من الهرب منها بسهولة.[51]