لماذا يصلي الناس في مكة المكرمة يوم الجمعة وقد ابتعدوا عن مقام إبراهيم بدائرة كبيرة، وقد قال تعالى واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى؟؟؟؟؟؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعل الصفة التي سألت عنها هي مسألة تنظيمية من طرف القائمين على الحرم وليس هناك ما يمنعها، والآية التي ذكرت لاتدل على أن كل صلاة ينبغي أداؤها عند مقام إبراهيم، بل الآية تخص ركعتي الطواف دون غيرهما من الصلوات.
قال ابن القيم في زاد المعاد متحدثا عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم:
فلما فرغ من طوافه، جاء إلى خلف المقام، فقرأ: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً فصلى ركعتين والمقام بينه وبين البيت، قرأ فيهما بعد الفاتحة بسورتي الإخلاص وقراءته الآية المذكورة بيان منه لتفسير القرآن، ومراد الله منه بفعله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ من صلاته، أقبل إلى الحجر الأسود، فاستلمه، انتهى.
وبالتالى فغير هاتين الركعتين من الصلوات لايترتب على أدائه مزيد فضل عند المقام دون سائر الحرم، قال الباجى فى المنتقى:
وقوله فربما صلى عند المقام وعند غيره يريد أنه كان يرى ركعتي الطواف عند المقام وفي غيره من الأماكن في المسجد مجزئتين وأنه كان يفعل الأمرين وذلك كله جائز إلا أنه يستحب أن تكون ركعتا الطواف الواجب خلف المقام اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم لا سيما وقد قرأ عند صلاته خلف المقام بركعتي الطواف {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} فالظاهر أنه مراد بالآية وهذا أمر وليس في الصلوات ما يختص بمقام إبراهيم غير ركعتي الطواف والله أعلم. انتهى
وعليه فصلاة الجمعة على الهيئة التى سألت عنها لامانع منها، مع التنبيه على أن المقام كان قريبا من الكعبة فنقل من مكانه توسعة على الطائفين كما تقدم فى الفتوى رقم: 21464.
والله أعلم.