يمثل كل نوع من أنواع الحيوان جزءاً مهماً من النظام الطبيعي الفريد. فالحيوانات تساعد علي بناء الحياة، حيث تُمثل غذاءً للبشر وللنباتات. وهي في الوقت نفسه تحفظ التوازن الطبيعي، لأنها تتغذي علي الحيوانات الأخرى والنباتات. وهذا التوازن مهم في الطبيعة، ويُسمي دورة الحياة.
وقد لا يستطيع البشر الحياة دون مساعدة الحيوانات. فالدور الذي تؤديه في حفظ التوازن الطبيعي، يُعد خدمة مقدرة للبشرية. فضلاً عن أن الحيوانات تمد الإنسان بعدد من الأغذية المختلفة، مثل اللحوم والألبان والبيض والعسل، والمنتجات المفيدة مثل الصوف والفراء والحرير.
وقد أحدث الإنسان منذ آلاف السنين تغييرات في عالم الحيوان، حين استأنس العديد من أنواعها واستغلها في إنتاج الأغذية والملابس المختلفة. كما قتل أو شرد الحيوانات التي كانت تهاجم أو تعوق استصلاح الأراضي. أما اليوم فالإنسان يسعي لحماية العديد من أنواع الحيوانات، التي عرضوها من قبل لخطر الانقراض.
وتعتمد معظم النباتات، مثلها مثل البشر، علي الحيوانات في احتياجاتها الأساسية. فمن غير الحيوانات لا يستطيع العديد من النباتات التكاثر (أي ينتج أجيالاً جديدة من نوعه). وعلي سبيل المثال يعتمد العديد من النباتات الزهرية علي النحل والحشرات الأخرى لحمل حبوب اللقاح من نبات إلي آخر.
كما ينمو عدد من أشجار البلوط من جوزات البلوط، التي دفنتها السناجب كمؤونة غذائية ونسيت المواقع التي دفنتها فيها. وبالمثل ينمو كثيراً من أشجار البلوط من الجوزات التي وطئتها الأيائل ودفنتها عميقاً في التربة. وأمّا الطيور فتطير من مكان إلي آخر، وتكون بذور النباتات غالباً معلقة بأرجلها. ونجد لبعض البذور أغلفة شائكة تتعلق بفراء الحيوانات، فتحملها لمسافات بعيدة تنمو فيها تلك البذور بعيداً عن النبات الأم.
والحيوانات تأكل النباتات أو تحطمها، وكلاها يعتمد علي الآخر في غذائه، حيث تُكوِّن فضلات معظم الحيوانات أسمدة للنباتات. وبعد موت وتحلل الحيوانات والنباتات، فإنها تعيد إلي التربة المواد التي تُعين علي النمو والحياة.وبعض الحيوانات تغير من طبيعة بيئاتها بترسيب مواد صلبة في تلك البيئات. وهذا ما تفعله حيوانات المرجان مثلاً، بتكوينها للصخور الجيرية في بيئاتها من الجير، الذي تمتصه من مياه البحر لتكوين هياكلها الجيرية.
[عدل]