نزلت بحق أبو لهب وزوجته والمصير الذي سينتظرهما في نار جهنم.
نزلت هذه السورة رداً على الحرب المعلنة من أبي لهب وإمرأته . وتولى الله - سبحانه - عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - أمر المعركه .
(تبت يدا أبي لهب وتب ) والتبات الهلاك والبوار والقطع (وتبت ) الأولى دعاء . وتب الثانية تقرير لوقوع هذا الدعاء . ففي آيه قصيره واحدة في مطلع الصورة تصدر الدعوة وتتحقق ،وتنتهي المعركة ويسدل الستار .
فأما الذي يتلوا آية المطلع فهو وصف لما كان . ( ما أغني عنه ماله وما كسب ) لقد تبت يداه وهلكتا وتب هو وهلك . فلم يغني عنه ماله وسعيه ولم يدفع عنه الهلاك والدمار .
ذلك كان في الدنيا . أما في الآخرة فإنه (سيصلى ناراً ذات لهب ) ويذكر اللهب تصويراً وتشخيصاً للنار وإيحاء بتوقدها وتلهبها .
(وإمرأته حمالة الحطب ) وستصلاها معه إمراته حالة كونها حمالة الحطب . وحالة كونها : (في جيدها حبل من مسد ) أي من ليف تشد به هي في النار أو هي الحبل الذي تشد به الحطب . على المعنى الحقيقي إن كان المراد هو الشوك . أو المعنى المجازي إن كان حمل الحطب كناية عن حمل الشر والسعي بالأذي والوقعية .
وفي الأداء التعبيري للصورة تناسق دقيق ملحوظ مع موضوعها وجوها . وتناسق من لون آخر . في جرس الكلمات ، مع الصوت الذي يحدثه شد أحمال الحطب وجذب العنق بحبل من مسد . اقرأ (تبت يدا أبي لهب وتب ) تجد فيها عنف الحزم والشد الشبيه بحزم الحطب وشده والشبيه كذلك بغل العنق وشده والشبيه بجو الحنق والتهديد الشائع في الصورة .
وهكذا يلتقي تناسق الجرس الموسيقي ، مع حركة العمل الصوتيه ، بتناسق الصور في جزئياتها المتناسقة بتناسق الجناس اللفظي ومراعاة النظير في التعبير ، ويتسق مع جو السورة وسبب النزول . ويتم هذا كله في خمس فقرات قصار ، وفي سورة من ( أقصر سور القرآن ).