تعتبر جداول "مل أبن" (Mul.Apin) أقدم الملاحظات الفلكية حول عطارد. ويُعتقد أن هذه الجداول وُضعت بواسطة الفلكيين
الأشوريين على الأغلب، في القرن الرابع عشر قبل الميلاد،
[18] وكانت ترجمة
الكتابة المسمارية لاسم هذا الكوكب في الجداول بمعنى الكوكب القافز.
[19] تعود سجلات
البابليين لعطارد إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، وقد أطلقوا عليه اسم
نابو وهو إله الحكمة والكتابة وفقاً
لميثولوجيتهم.
[20]عَرف
الإغريق في زمن
هسيود كوكب عطارد، وقد أطلقوا عليه اسمي "ستيلبون" (
باليونانية: Στίλβων) و"هيرماون" (
باليونانية: Ἑρμάων) ظناً منهم بأنه عبارة عن جرمين سماوييّن منفصلين. وفي وقت لاحق أعطوه اسم
أبولو عندما يكون مرئياً في الفجر،
وهيرميز عندما يكون مرئياً في الغسق. وفي القرن الرابع قبل الميلاد أدرك الفلكيون الإغريق أن الاسمين يعودان لجرم واحد.
[21] أطلق الرومان فيما بعد اسم "ميركوري" (
باللاتينية: Mercurius) على الكوكب والذي يُقابل الإله هيرمز عند الإغريق، وذلك لأنه يتحرك في السماء أسرع من أي كوكب آخر، كما يفعل الإله سالف الذكر وفقاً لمعتقداتهم.
[22][22][23] وقد كتب العالم الروماني - المصري
كلاوديوس بطليموس حول عبور عطارد أمام
الشمس، وقد اقترح أن العبور لا يُلاحظ بسبب صغر عطارد وأن هذا العبور غير متكرر.
[24]عُرف عطاردٌ عند الصينيين القدماء باسم "شين إكسينغ" (
بالصينية: 辰星)، وهو مرتبط باتجاه الشمال وهو في طور المياه حسب مبدأ
العناصر الخمسة (
بالصينية: 五行) التي اعتقد الصينيون أنها تكوّن العالم.
[25]حسب
الميثولوجيا الهندوسية استخدم له اسم
بوذا،
[26] كما هو الإله
أودن حسب
الميثولوجيا الإسكندنافية،
[27] في حين مثَّل
المايا عطارد
بالبومة وأحياناً بأربع بومات، اثنتان منهما للظهور الصباحي واثنتان للظهور الليلي، وكلهم يَخدمون كرسل للعالم السفلي.
[28] وفي
القرن الخامس حدد نص فلكي هندي يُدعى
ثريا سيدهانتا قطر كوكب عطارد بثلاثة آلاف وثمانية
أميال، أي بخطأ أقل بنسبة 1% من القيمة الحقيقة البالغة 3,032 ميل.
كان
العرب يُطلقون على هذا الكوكب اسم عطارد نسبة إلى "طارد" و"عَطرَدَ" أي المتتابع في سيره، ويَرمز هذا إلى السرعة الكبيرة التي يَدور بها الكوكب حول الشمس.
[29] أما
عن علماء الفلك المسلمون، فقد وصف في القرن الحادي عشر الميلادي الفلكي
الأندلسي إبراهيم بن يحيى الزرقالي مدار عطارد بأنه إهليلجي وبأنه يشبه البيضة.
[30][31] وفي القرن الثاني عشر رصد العالم
ابن باجة بقعتين مظلمتين على سطح الشمس، واقترح فيما بعد
قطب الدين الشيرازي أن هاتين البقعتين ما هي إلا
عبور عطارد و
الزهرة. وذلك في القرن الثالث عشر.
[32]