فعلم الأحياء الدقيقة تقدمت بخطى سريعة من خلال العقود الخمس المنصرمة مماجعل هذا العلم يشغل حيزاً كبيراً في علم الحياة .
والفيروسات أحد هذه الأحياءالدقيقة ولها أثار واضحة في الحياة ولذلك قمت بالبحث فيه .
ولقد عرضت في بحثيهذا الفيروسات وصفاتها وطرق معيشتها وأحجامها وأشكالها وتركيبها وتكاثرها . وطرقزراعتها .
كما تضمن بحثي بعض الأمراض التي تسببها الفيروسات وتطرقت إلى طرقالعدوى وأيضاً كيفية الوقاية منها . . . سائلاً الله تعالى أن ينفع من يقرأه وينالاستحسانه وهو القادر على ذلك والله من وراء القصد . .
وصلى الله وسلم على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعينالباحــثالفيروسات Viruses" مقدمـة " :-
كانت كلمة فيروس تستعمل في القرن التاسع عشر تعنى ( العامل المرضي ) فكانت تشمل البكتيريا والطفيليات والفطور وهي تظهر بالمجهر ويمكنعزلها بالترشيح . وفي سنة 1892م أكتشف العالم ايفانوسكي Ivanosky عوامل ممرضة غيرمرئية وتعبر خلال الراشحات البكتيرية . وفي سنة 1915 اكتشف العالم توات Twart آكلاتأو لقمات البكتيريا Bacteriophages القادرة على إتلاف البكتيريا ووجد أنها راشحةوغير مرئية بالمجهر فأطلق عليها اسم _( فيروسات دقيقة ) أو تحت مجهرية ليميزها عنالفيروسات المرئية بالمهجر ( البكتيريا ) . والآن أصبحت كلمة فيروس تعنى العواملالممرضة الدقيقة غير المرئية والراشحة ، وهي تختلف عن البكتيريا والفطور وعليه يمكنتعريف الفيروس بأنه عامل ما تحت خلو يتألف من لب مكون من حامض نووي محاط بغلافبروتيني يستخدم الآليات الاستقلابية التابعة للعائل المضيف لكي يتضاعف ويعطي جزئياتفيروسية جديدة (1) .
الفيروسات جسيمات حية متناهية في الصغر لا ترى بالميكروسكوبالضوئي العادي ويمكن مشاهدتها باستخدام الميكروسكوب الالكتروني . وتوصف الفيروساتبأنها أصغر الكائنات التي تسبب المرض إذ تتراوح ابعادها من 20-300 نانومتر (2) .
فتستطيع الفيروسات المرور من خلال المرشحات البكتيرية ، ولقد تبين أنالفيروسات تهاجم مجموعة كبيرة من الكائنات الحية تابعة لميكروبات والمملكتينالحيوانية والنباتية (3) .
وسوف وسوف استعرض في هذا البحث صفات الفيروساتوتركيبها الداخلي واشكالها وطرق تكاثرها وأمراضها وطرق العدوى بها . أولاً : صفات الفيروساتالفيروسات أصغر الكائنات التي تسببالمرض ، إذ تتراوح أبعادها من 20-300 نانوممتر وتحتوي على جزيء من حامض نووي ( DNA أو RNA ) ولا يمكن أن تحتوي عليهما معاً . ويغلف بقشرة بروتينية (4) .
وتتميزالفيروسات بأنها لا تعيش مترممه على المواد العضوية الميته ولا على البيئاتالغذائية الاعتيادية ولكنها متطفلة اجبارياً لا تنمو إلا على نسيج حي أو داخلالعائل القابل للإصابة بها وهي متخصصة في العائل الذي تصيبه (5) . ويرى البعض أنالفيروسات تمثل مرحلة مميزة وثابتة من مراحل تطور المادة الجمادية . ونظراً لأحتواءالفيروسات على بعض الصفات الإحيائية فإنها تعتبر حلقة وصل بين الجماد والحياة .
1 ) الصفات الجمادية للفيروسات:
أ ) قدرتها على التبلور وإعادةالتبلور والذوبان دون أن تفقد قدرتها التطفلية .
ب) لا تظهر نشاطاً استقلابياًمميزاً إلا إذا وجدت داخل الخلايا الحية .
2 ) الصفات الإحيائية :أ ) قدرتها على التكاثر فيالخلايا الحية بعد تلقيحها ، واحداث أعراض مرضية بعد فترة حضانة معينة .
ب) اعتمادها كلياً على الخلايا الحية لمواصلة التكاثر والتناسل .
ج) لها درجةحرارة مميتة محددة .
د ) قادرة على انتاج سلالات متطفرة (6) .ثانياً: معيشتها:-
تعيش الفيروسات متطفلة دائماً على الكائنات الحية ويسمى الكائن الذي تتطفلعليه بالعائل . ويمكن تقسيم الفيروسات حسب العائل الذي تصيبه إلى الأقسام التالية :-
1- الفيروسات التي تتطفل على الإنسان والحيوان والطيور فتحدث أمراضاً متنوعةمثل مرض نيوكاسل وطاعون الدجاج وحمى الببغاء .
2- الفيروسات التي تتطفل علىالبكتيريا والفطريات الشعاعية : وتدعى الفيروسات المتطفلة على البكتريا باسم ( لاقمات البكتيريا ) أو البكتيريوفاج وتسبب موتها وانحلالها (7) .
ثالثاً: احجامها وأشكالها:
تختلف الفيروسات عن البكتيريا بصغر حجمها حيث أن حجم أكبر فيروس لايتجاوز نصف حجم نصف اصغر بكتيريا ، ويتراوح حجمها ما بين 10-300 ميلميكرون أونانومتر ( . وتوصف بأنها أصغر الكائنات المسببة للمرض ، ولا يمكن مشاهدتها غلابالميكروسكوب الالكتروني وبه أمكن التعرف على خصائصها واشكالها وتركيبها .
وتأخذالفيروسات أشكالاً كروية أو أهليلجية أو مكعبة أو على شكل الحيوانات المنوية (9)
رابعاً : تركيبها:-
تعتبر الفيروسات منالكائنات الحية بدائية النواه إذ تحتوي على نواه بدائية أو شبه نواه وهي عباره عنخليه واحدة تعيش متطفلة على الكائنات الحية .
وتتكون الفيروسات كيميائياً منمركبين اساسيين هما البروتين والحمض النووي وفي معظم الفيروسات لا يتواجد إلا هذينالمركبين فقط ، ويعتبر الحمض النووي هو المسؤول عن تضعف الفيروس ، في حين أنالبروتين يختص بعملية انتقال الحمض النووي من خليه لاخرى (10) .
يتكرب الفيروسمن جزء مركزي مكون من حامض نووي قد يكون RAN أو DAN والذي يكون على على شكل خيطمفرد أو مزدوج يحاط بقشرة بروتينية تحاط بدورها في بعض الفيروسات بغلاف خارجي (11) .
وبصفه عامه نلاحظ أن الفيروس يتركب من قشرة تتكون من بروتين وتأخذ اشكالاًمختفة يمكن تجميعها بصورة عامة في صورتين : الأولى / مكعبة ، والثانية / حلزونية.
وهناك بالإضافة إلى القشرة البروتينيةبروتينات أخرى في جسم الفيروس تكون غالباً علىشكل انزيمات بروتينية وانزيمات تعملعلى بناء الأحماض النووية . أما التركيب النووي للفيروس فيتكون من حامض DAN أو RAN يمكن للحامض النووي للفيروس أن يتواجد علىصورة خيط واحد مفرد أو خيط مزدوج ، ويمكنأن تحاط القشرة البروتينية في بعض الفيروسات بغلاف خارجي (12) .
خامساً: تكاثرها :-
توصفعمليات تكاثر الفيروسات بأنها عمليات تناسخ وليس تكاثرها بالمعنى الشائع والمفهوملكلمة تكاثر . وذلك بسبب تركيب الفيروسات ، إذا أن هذه الكائنات تحتاج إلى خلاياحيه للقيام بذلك التكاثر والخلية الحية هنا لا تقوم فقط بتزويد الطاقة والموادالأساسية للتكاثر ، بل أنها أيضاً تقوم بتوفير المركبات الأساسية ذات الأوزانالجزيئية الصغير التي يستخدمها الفيروس في بناء أحماض النووية وبروتيناته ، وما يتمهنا أن الحامض النووي للفيروس يحمل التعليمات الجينية اللازمة له ، عند دخوله إلىالخلية العائل ـ فإنه يقوم بتوجيه نشاطات تلك الخلية الحيوية للعمل وفق أوامرهوتعلمياته هو أي لصالح الفيروس أي أنه يوقف التعليمات الجينية للخلية . وتكونالنتيجة النهائية لهذه العمليات بناء المركبات الفيروسية وإنتاج فيروسات جديدةتغادر الخلية العائل لتصيب خلايا أخرى (13)
وتتكون دوره حياة الفيروس فيالمراحل التالية :-
1-مرحلة الامتزاز ( الألتصاق ) : وهي عملية تفاعل نوعي فيزيائي ثم كيميائي ، فعندما يصل الفيروس إلى الخلية الملائمةلتكاثره حسب خاصيه إنتمائه يبدأ بالالتصاق على الغلاف الخارجي للخلية .
2-النفاذ أو دخول الفيروس إلى الخلية العائلة : يدخل الفيروس إلىالخلية بخاصية (التحسي) وذلك بفعل نشاط الخلية ذاتها ورد فعلها ولا يقوم الفيروسبأي دور ، حيث تقوم الخلية بالتهام الفيروس ثم يحاط الفيروس بحويصلة هي جزء من غشاءالخلية ويكون كامل التكوين ، ثم تبدأ الخلية في إفراز الانزيمات حسي) وذلك بفعلنشاط الخلية ذاتها ورد فعلها ولا يقوم الفيروس بأي دور ، حيث تقوم الخلية بالتهامالفيروس ثم يحاط الفيروس بحويصلة هي جزء من غشاء الخلية ويكون كامل التكوين ، ثمتبدأ الخلية في إفراز الانزيمات التي تهضم غشاء الخلية وغلاف الفيروس وأجزاءالمحيفظه ، فيبقى الجزء الوراثي ( الحامض النووي ) المعدي الذي يقوم بمقاومة تأثيرالخلية وتعرف هذه المرحلة ( بالتعرية ) .
3-تكونمكونات الفيروس : تبدأ مرحلة التكاثر بعد مرحلة التعرية ، حيث يبدأ الحامض النوويالفيروسي في عمليات نشطة لتكوين الفيروس الجيد ويعتبر هذا الحامض النووي هو المسؤولعن تكوين كل من البروتين والحامض النووي للفيروس الجيد اللذين يتكونان في أماكنمختلفة من الخلية وفي أوقات مختلفة . وتغير الخلية من استقلابها الخاص وتقف عنتكوين بروتيناتها الخاصة تبدأ في تركيب الحامض النووي والبروتين الخاص بالفيروس ومناجتماعهما تتشكل فيروسات جديدة .
4-التحرر ( الخروج منالخلية ) : يتم تحرر الفيروسات من الخلايا المصابة ببطء شديد ويتم خروج الفيروساتالجديدة من الخلايا عن طريق :
- انحلال الخلية المصابة أو انفجارها .
- المرور عبر غشاء الخليةدون انفجارها
سادساً : طرق زراعة الفيروسات1-الزرع في حيوانات التجربة : كالفأر الأبيض والأرانب والقردة والعجول ويحقن معلقالفيروس في أعضاء معينة من الحيوانات ، فمثلاً يحقن فيروس الكلب في مخ الفأر الأبيضوفيروس الجدري في قرنية الأرنب .
2-الزرع في جنينالبيض : يمكن تلقيح جنين البيض بأعمار مختلفة ما بين اليوم 7-11 ثم يعاد تحصينالبيض لعدة أيام على درجة حرارة 36ْ م - 38ْم ويفحص كل يوم لدراسة التغيرات المرضيةويمكن الاستفادة منها لانتاج اللقاحات ضد الأمراض الفيروسية .
3-الزرع النسيجي : على خلايا جنينية من أجنة مجهضة من المرأةالحامل أو خلايا أجنة الدجاج (5) .
سابعاً : نبدة عن أهم الفيروسات التي تصيبالإنسانأ ) فيروسات الجدري :
- طرق العدوى : يدخل الفيروس عبر الأغشيةالمخاطية للجزء العلوي للجهاز التنفسي ، وبالتالي قد يدخل عن طريق التنفس أواستخدام أدوات المصابين ، ومن خلال الاتصال المباشر .
- الوقاية :
1 - التطعيم بالفيروس الحي ويتم في الذارعفوق العضلة .
2- تجنب الاتصال المباشر بالمصابين ومنع مخالطتهم .
ب ) الانفلونزا :
- طرق العدوى : تنتقل العدوى من خلالدخول الفيروس مع جزئيات الهواء الملوث .
- الوقايه : من خلال حقن الإنسانلفيروس الانفلونزا المكسل بالفورمالين أو الأشعة فوق البنفسجية تحت الجلد .
ج ) الحسبة :
- طرق العدوى : يدخل الفيروسللإنسان عن طريق الجهاز التنفسي ويتكاثر هناك ، يصل الفيروس في الدم وإفرازاتالبعلوم الأنفي لمدة يومين بعد ظهور البقع الجلدية .
- الوقاية : يعتبر أعطاءالمطاعيم من أهيم الاجراءات الوقائية للحصبة ، وكذلك عزل المرضى .
د - فيروسات إلتهاب الكبد :
" طرق العدوى : بالنسبة لفيروسالتهاب الكبد المعدي يتم انتقاله بواسطة تلوث الطعام أو الشراب بفضلات الشخص المصاب . وبالنسبة لفيروس التهاب الكبد المصلي بفضلات الشخص المصاب . وبالنسبة لفيروسالتهاب الكبد المصلي يتم انتقاله بواسطة نقل الدم أو أحد مكوناته وتلوث الجروح بدمالمصاب .
" الوقاية :
1- منع التلوث بفضلات المصابين بالتهاب الكبد المعدي .
2- منع المصابين من التبرع بالدم .
3- منع الطباخين المصابين بفيروس الكبدالمعدي من الطبخ .
هـ - فقدان المناعة المكتسبة AIDS :
" طرق العدوى :
" يوجد الفيروس في أنسجة المصابين وخاصة بالدموالسائل المنوي والسوائل المهبلية وهو ينتقل بثلاث طرق :
1-عن طريق الاتصالالجنسي مع شخص مصاب بالعدوى .
2-عن طريق نقل الدم الحاوي على الفيروس أوباستعمال الأبر .
3- من الأم المصابة بالمرض إلى جنينها أثناء الحمل أو الولادة .
" الوقاية :
1- نشر الوعي الصحي .
2- منع الممارسات الجنسية غيرالشرعية والشاذة .
3- عدم أخذ الحقن إلا في مؤسسات صحية نظيفة .
4- عدماللجوء لنقل الدم إلا للضرورة القصوى .
5- فحص كل وحدات الدم للتأكد من خلوها من الفيروس