تدبر سورة الرعد سبحانك ربي
لماذا "الرعد"؟
لماذا اختار ربنا الرعد ليسمي السورة باسمه؟
لأن الرعد نموذج للتناقض، فهو من ناحية علمية، يحمل في طياته شحنات متناقضة، سالبة وموجبة.
ومن ناحية إيمانية، فهو يظهر الرعب والخوف، لكنه يحمل الخير والمطر للناس. صوته رهيب من الخارج، لكن باطنه يسبح الله
]وَيُسَبّحُ ٱلرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ----- (13).
وكأن آيات الله الكونية في السورة توجه لنا نفس الرسالة، وهي أن لا ننخدع بظاهر الأشياء، بل ننظر إلى باطنها.
{لا يجمعها إلا الله} .
تبدأ السورة باستعراض المتناقضات في هذا الكون العجيب، 32 ظاهرة متناقضة في طبيعتها، يستحيل على أحد أن يجمع بينها، إلا الله جل وعلا. أنظر إلى أسرار عظمته من خلال هذه المتناقضات: ]تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ... تَزْدَادُ[ (
.
]أَسَرَّ ٱلْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِٱلَّيْلِ وَسَارِبٌ بِٱلنَّهَارِ[ (10).
]خَوْفًا وَطَمَعًا[ (12) - ]طَوْعًا وَكَرْهًا[ (15) - ]نَفْعًا وَلاَ ضَرّا... ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ... ٱلظُّلُمَـٰتُ وَٱلنُّورُ[ (16).
]ٱلْحَقَّ وَٱلْبَـٰطِلَ[ (17) - ]يَبْسُطُ... وَيَقْدِرُ... ٱلدُّنْيَا... ٱلأَخِرَةِ[ (26) ]يَمْحُو... وَيُثْبِتُ[ (39).
وكأن هذه الآيات الرائعة تقول لنا: كيف لا تسلمون لله، وهو الحق الكامل الذي يملك الكون بكل متناقضاته ويجمع بينها، لتؤكد على المحور الأصلي للسورة، وهو أن الحق قوي راسخ، وأن الباطل ضعيف زائل .
سبحانك ربنا انك انت العزيز الحكيم
اللهم ارنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و ارنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه