قال ابن القيم:
ويكفي من فطنتها [أي النملة] مانصّ الله عزوجل في كتابه من قولها لجماعة النّمل وقد رأت سليمان عليه الصلاة والسلام وجنوده :
{ يا أيُّها النّملُ ادْخُلوا مساكنَكُم لا يَحطمنَّكم سليمانُ وجنودُهُ وهم لايشعرون} النمل-18-
فتكلّمت بعشرةِ أنواع من الخطاب في هذه النصيحة :
النداء والتنبيه والتّسمية والأمر والنّصِّ والتحذير والتّخصيص والتّفهيم والتعميم والاعتذار .
فاشتلمت نصيحتها مع الاختصار على هذه الأنواع العشرة .
ولذلك أعْجب سليمان قولها ، وتبسم ضاحكا منهُ وسأل الله أن يُوْزِعهُ شُكر نعمته عليه لمّا سمع كلامها .
ولاتستبعد هذه الفِطنةُ من أُمَّةٍ من الأمم تُسبِّح بحمد ربها كما في الصحيح عن النبي ﷺ قال :
نزل نبيٌّ من الأنبياء تحت شجرة ، فلدغتهُ نملة فأمر بجهازه فأخرج ، ثم أحرق قرية النّمل ، فأوحى الله إليه : من أجل أن لدغتك نملة أحرقت أمّة من الأمم تُسبّحُ ، فهلاّ نملةً واحدةً !