( ۞ وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
قال الله ـ عزّوجل ـ (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ)
ولــم يَقُل وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ اللَّهُ دليل على أنَّ اللهُ ابتلاه تربيةً له وتهيئةً له،
وهذا يُؤَّكد أنَّ المؤمن حين يُصاب بهذا البلاء فإنَّ هذا تربيةً له من الله ـ عزَّوجل ـ وتهيئةً له إلى أن يَخلُص لِرَبِّه .
و هو ممّا يدُلّ على أنّ الدِّين لابد له من ابتلاء،
فإنَّ الله ابتلى إبراهيم وهُو من صفوة الخَلق،
وهذا يُؤَّكِد لنا أنَّ الدِّين لابد فيه من صَبر، وفيه مَشَّقة،
وكما قال النّبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ : (حُفَّت الجنّة بالمكاره)أيّ بالمشاق،
وقال النّبي صلى الله عليه وسلّم: أشدّ النّاس بلاءً الأنبياء.
لماذا؟
ليَصفُوَ دينهم،ولتمحِيصِهم، وتصفَّيتِهم، وتخليصهم لربّهم ـ عزَّوجل ـ ،
فإنَّ المعدن لا يمكن أن يصفو إلا بعد تصفية ومشَّقة تبقى منه خُلاصتُهُ وصفوته
فَكذلك النَّاس في الدِّين،لابد حين يُصَّفى النَّاس لِدين الله ـ عزّوجل ـ لابد من الابتلاء.