هذه القصة رغم مأساويتها إلى أنها ليست الأسوأ! فالكثير من الحوادث كانت أكثر مأساوية! لكن بالنسبة للعائلة الضحية فإن هذا الحادث لا يمكن أن ينسى. وجرحه لن يندمل بسهولة. الحادث حصد جزءا كبيرا من العائلة. حصد أم السائق وزوجته وثلاثة من أبنائه عدا الجرحى
كان خالد يعمل في المدينة منذ سنوات مع زوجتيه! لديه بيتا كبيرا يتسع للعائلة الكبيرة. وكانت لديه سيارة كبيرة بالكاد تتسع لهذه العائلة. أمه وأبوه وباقي العائلة كانوا يسكنون بعيدا. لذا كان يأخذ العائلة في نهاية الأسبوع لزيارة العائلة. ومن وقت لآخر كان خالد يحضر والديه لقضاء أسبوع مع أحفاديهما
هذه المرة، وكالعادة من وقت لآخر، نزل الديرة صباح الخميس وأحضر والديه وقضيا أسبوعا ممتعا مع أحفادهيما. وبعد خروجه من العمل عصر يوم الأربعاء من الأسبوع التالي استقلوا جميعا السيارة وتوجهوا للبلد حيث سيقضي الجميع هناك عطلة نهاية الأسبوع
لم يكن خالد متهورا! لكنه كأغلب الناس، لا يلتزم بالسرعة القانونية، فهو يرى الشارع غير مزدحم بالسيارات ويجد أن بإمكانه أن يسوق سيارته بأمان حتى وإن تجاوز السرعة القانونية. لم يتنبه إلى أن السيارة ممتلئة بالركاب ولذلك فهي ثقيلة وأقل هفوة قد تفقد السيارة توازنها خاصة مع السرعة الفائقة
لم يكن يخطر بباله أن شيئا ما خارج عن سيطرته قد يحدث ويغير الأمور للأبد و ربما يجعله يندم طوال حياته. لقد تعود أن يسوق في هذا الشارع مئات المرات ولذا فالأمر عنده روتيني ليس أكثر
الأطفال يغنون ويصرخون والنساء منشغلات في أحاديثهن فيما الأب في المقعد الأمامي يتحدث مع ابنه في أحاديث شتى وبينهما طفلين من أبناء خالد
فجأة.. انفجر أحد الإطارات الأمامية. وفي لمح البصر انحرفت السيارة الغير متوازنة إلى اليمين لتنقلب عدة مرات. ولتستقر بعد لحظات بعيدا على رمال الصحراء فيما جثث وأجساد أحياء مغمى عليهم هنا وهناك على الأرض وفي داخل السيارة. توفيت والدته، وإحدى زوجيته، وثلاثة من أبنائه وظل الباقون يتلقون العلاج
هذا الحادث، كالأغلبية من الحوادث المأساوية كان من الممكن تفاديه لو التزم الجميع بالأنظمة ولو تعاملوا بحذر مع السيارة. لكن هل من متعظ؟