المقدمـــــــــــــــة
الحمد لله الذي هدانا للإسلام ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد البشرية خير الأنام ، وعلى آله وصحبه الكرام وبعد :
أتحدث في تقريري هذا عن براءة شهاب الدين احمد بن ماجد بن عمرو السعدي النجدي الذي ولد في جلفار والذي نشأ في أسرة ربانية فقد كان أبوه يلقب بربان البرين أي البر والبحر وكان جده ملاحاً مشهوراً .
ومن مؤلفات ابن ماجد كتابه المشهور " الفوائد في أصول علم البحار والقواعد ".
ويقال إن ابن ماجد هو الذي ارشد القائد الصليبي فاسكو دجاما إلى الطريق البحري الآمن ما بين السواحل الشرقية لأفريقيا والهند
وقد تصدى لهذا التهمة التي ألحقت ابن ماجد مؤرخ أصيل ألا هو سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة – حفظه الله
الموضــــــــــوع :
شهاب الدين أحمد بن ماجد بن محمد بن عمرو السعدي النجدي الملقب بـ"أسد البحر"، عالم بحار مشهور. الذي ولد ونشأ في جلفار حالياً (رأس الخيمة) وهي اليوم إحدى الإمارات العربية المتحدة بالخليج العربي. عاش في ظفار في النصف الثاني من القرن الخامس عشر الميلادي / القرن التاسع الهجري ، وعمّر إلى مطلع القرن السادس عشر.
عرف البحر منذ نعومة أظافره ، إذ نشأ في أسرة ربابنة فقد كان أبوه رباناً يلقب بربان البرين (أي البر والبحر)، وكان جده هو الآخر ملاحاً مشهوراً. ولقد هيئت هذه الظروف لابن ماجد تولي قيادة المركب تحت رعاية أبيه وهو بعد حدث صغير لم يتجاوز سن العاشرة. وكان أبوه دائماً يحثه على مراقبة عامل الدفة. ولما جاوز السابعة عشر من عمره تولى مسؤولية المركب والقياس مسؤولية تامة.
تحصل ابن ماجد على قسط نافع من علوم الحساب الهندي والعربي والزنجي، وحساب أهل جاوة والصين منذ أن كان حدثاً يافعاً، مما مكنه من مقارنة قياسات الآخرين. وكان نشاطه مرموقاً على ساحل الزنج وفي جزر الهند، حتى أصبح اسم ابن ماجد فيه على لسان ربابنة المحيط الهندي والخليج العربي.
واشتهر بعلمه في شؤون البحار وفي كل ما يتصل بعلم الملاحة والفلك، وخلف الكثير من أعماله في مختلف العلوم الملاحية والفلكية، وهو أول من طور البوصلة الملاحية بالمفهوم الحديث ، وقد وضع الإيطاليون بوصلة من هذا النوع وبهذا الاسم بعد عصر ابن ماجد بخمسين عاماً.
وذكر ابن ماجد في مؤلفاته أسماء الجزر والبلدان والسواحل والقياسات البحرية ومطالع النجوم وطريقة استخراج القبلة، وشرح المسالك البحرية بين ساحل وآخر، ودون علمه ومعرفته في أراجيز عديدة وفي مؤلفات منها كتاب (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد) وهو من أكبر أعماله، و يشتمل على عدة مواضيع في الملاحة وعلم الفلك وأهمها الطرق الملاحية في البحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الهندي وأرخبيل الهند الشرقية (الملايو واندونيسيا) ، وفيه يفصل الكلام على الجانبين النظري والعملي للمسائل الملاحية معتمداً على من سبقوه في هذا المضمار وعلى تجاربه الشخصية بصورة خاصة.
ومن آثاره ما تمت صياغته شعراً على شكل أراجيز أهمها (حاوية الاختصار في علم البحار)، و قصائد في وصف شواطئ جزيرة العرب.