قال الله تعالى: كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ سورة الشعراء الآيات 123-127[1].
محتويات [أخف]
1 نسب هود
2 مساكن عاد
3 حياة هود مع قومه
4 قبر هود
5 المراجع
6 طالع كذلك
[عدل] نسب هودأرسل الله هوداً, في قبيلة من القبائل العربية البائدة، المتفرعة من أولاد سام بن نوح، وهي قبيلة عاد، وسميت بذلك نسبةً إلى عاد بن إرم بن سام.
ويرجح النسابون أن نسبه كما يلي:
نسبه هو: هود بن صالح بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشالح بن آخنوخ (إدريس) عليه السلام بن يارد بن مهلئيل بن قينان بن آنوش بن شيث بن آدم عليه السلام. والله أعلم[2].
[عدل] مساكن عادكانت مساكن عاد في أرض الأحقاف، من جنوب شبه الجزيرة العربية. والأحقاف شمال حضرموت، وشمال الأحقاف الربع الخالي، وفي شرقها عُمان. وموضع بلادهم اليوم رمال قاحلة، لا أنيس فيها ولا ديار.
قال الله تعالى: وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آَلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ سورة الأحقاف الآيات 21-26[3].
وكان قوم هود من عبدة الأصنام بعد الطوفان وكانت أصنامهم ثلاثه: صدا وصمودا وهرا. قد يكون المقصود بالأحقاف الموجودة في جزيرة العرب أو غيرها من الأماكن وهي عديدة وذكر في القرآن أن مبانيهم كانت شديدة الضخامة.
ومن كتاب قصص الأنبياء لرشدي البدراوي الأستاذ بجامعة القاهرة ورد في صفحة 145 مايلي:
إن وجود منطقة تسمى بالأحقاف بجنوب اليمن لا يعني بالضرورة أن تكون هي التي سكنها قوم عاد وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ سورة الأحقاف الآية 21-26[4]، حيث أن الحقف هو المعوج من الرمل، ويطلق على كل هضاب العالم الرملية، فيحتمل وجودهم في أي مكان آخر، أما من حيث التسمية فهنالك في شمال الحجاز وادي إرم، وبئر إرم، وجبل رم أو جبال الشام.
[عدل] حياة هود مع قومهلقد فصل القرآن الكريم قصة هود مع قومه عاد في نحو عشر سور، وأبرز ما فيها النقاط التالية:
1.إثبات نبوته ورسالته إلى عاد.
2.ذكر أن عاداً كانوا خلفاء في الأرض من بعد قوم نوح.
3.ذكر أن هؤلاء القوم كانوا:
1.أقوياء أشداء، ممن زادهم الله بسطة في الخلق.
2.مترفين في الحياة الدنيا، قد أمدهم الله بأنعام وبنين، وجنات وعيون، وألهمهم أن يتخذوا مصانع لجمع المياه فيها، وقصوراً فخمة شامخة، إلى غير ذلك من مظاهر النعمة والترف.
3.يبنون على الروابي والمرتفعات مباني شامخة، ليس لهم فيها مصلحة تقصد إلاَّ أن تكون آيةً يتباهون بها، تُظهر قوتهم وبأسهم في الأرض.
4.أهل بطش، فإذا بطشوا بطشوا جبارين.
5.أصحاب آلهةٍ من الأوثان، يعبدونها من دون الله.
6.ينكرون الدار الآخرة ويقولون: إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ سورة المؤمنون:37[5].
4.ذكر أن هوداً دعاهم إلى الله بمثل دعوة الرسل، وأمرهم بالتقوى، وأنذرهم عقاب الله وعذابه، فكذبوه واستهزؤوا بدعوته، وأصروا على العناد، واتبعوا أمر كل جبار عنيد منهم، ولم يؤمن معه إلاَّ قليل منهم، فاستنصر بالله، فذكر القرآن له: قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ سورة المؤمنون:40[6]، فأرسل الله عليهم الريح العقيم، ريحاً صرصراً عاتية، سخرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيامٍ حسومٍ نحسات، تدمر كلّ شيء بأمر ربها، فما تذر من شيء أتت عليه إلاَّ جعلته كالرميم. فأهلكتهم، وأنجى الله برحمته هوداً والذين آمنوا معه، وتم بذلك أمر الله وقضاؤه وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ سورة الحاقة:6-8[7].
[عدل] قبر هودكما هو الحال غالبا مع قبور الأنبياء هناك عدة مواقع يعتقد أنها قبر النبي هود, نذكر منها:
عدة مواقع تشير إلى أن قبر هود يقع في مسجد في قرية مهجورة في حضرموت، حوالي 140 كم شمالاً من المكلا. ويقوم الكثير من الناس بزيارات متكررة لموقع القبر بالإضافة إلى إقامة طقوس دينية معينة, وقد بلغ عدد الزائرين 22 ألف زائر في ديسمبر 2004م.[8] كما أشار "محمد بن يوسف الطبيب الهروي" إلى هذه الزيارات زيارات، 97/220-1، كما وصف باب المسجد, والجانب الغربي الذي تقع فيه صخرة هود التي صعد عليها لدعوة الناس إلى الصلاة، وأشار إلى "مغارة برهوت" الواقعة في الجزء السفلي من الوادي.[9] وقد عثر في المنطقة وحول القبر على آثار قديمة ونقوش مختلفة.[10].
يقال أن هناك موقع بالقرب من بئر زمزم ويعتقد أنه قبر هود,[11]
وفي دمشق يقع قبر هود في جهة الجدار الجنوبي من المسجد.[12] بالإضافة إلى الإستناد إلى بعض أهل العلم أن المسجد المذكور في دمشق يوجد فيه نقش, يقول: "هذا هو قبر هود"،[13] والبعض الآخر يشير إلى أن هذا الاعتقاد هو مجرد تقليد لدى السكان المحليين نظراً لقداسة هود لديهم.
ويرى آخرون أن قبر هود مدفون في مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف بالعراق وبجواره قبور الأنبياء صالح ونوح وآدم.[14]