أبو عبدالمجيد "المستعصم بالله" عبد الله بن منصور المستنصر (1213 - 656 هـ /1258) كان آخر خليفة عباسي في بغداد. حكم بين عامي 1242 و1258 بعد أبيه المستنصر بالله. في عام656 هـ /1258، غزا المغول الدولة العباسية تحت قيادة هولاكو خان. بعد أن سقطت بغداد في أيديهم، أعدم هولاكو المستعصم.
بعث هولاكو خان زعيم التتار عام 1258 ميلادية أى قبل 740 سنة برسالة إلى خليفة المسلمين وحاكمهم المستعصم بالله أرسل هولاكو رسالة إلى الخليفة يطلب فيها منه الدخول في سلطانه دون حرب فاستشار الخليفة كبار رجال الدولة فأشار ابن العلقمي بدهائه السياسي أن يقوم بأمور شكلية يحفظ بها العباد والبلاد كأن يرسل له الهدايا والتحف وينقش اسمه على السكة وهذا في رأيه كفيل بأن يثني الغازي المغولي عن عزمه على فتح بغداد وكان الخليفة يميل إلى هذا الرأي غير أن مجاهد الدين أيبك الدواتدار الصغير الذي يستند على تأييد السنيين والجيش رفض اقتراح الوزير [1].
و بينما كان هولاكو خان يعد العدة للهجوم على بغداد كان المعتصم بالله يفتقد إلى الوعي السياسي وكان مشغولا باللهو " قليل المعرفه بتدبير الملك نازل الهمه"[2]
علمت عيون المستعصم بالله بأمر الجيش المغولى الجرار فأخبرت قيادتها في بغداد، وقام الوزير المسؤول ابن العلقمي بالدعوة إلى مؤتمر وطني حضره القائد المسلم سليمان شاه الذي نصح الخليفة بتمويل حملة عسكرية للدفاع عن بغداد ووافق الخليفة على الاقتراح وقام سليمان شاه بتجنيد مئات الألوف من المسلمين، لكن الخليفة تراجع عن عرضه مدعيا ان خزانة الخلافة خاوية ولا تقدر على الانفاق على هؤلاء ودفع مرتباتهم فانفض السامر وذهب الجنود إلى منازلهم ولم يبق في بغداد لحمايتها إلا الحرس الخاص المخول بحماية قصور الخليفة.
غزو بغدادأرسل ابن العلقمي إلى هولاكو قائد المغول يشير عليه باحتلال بغداد، فزحف هولاكو سنة (645 هـ) وخرجت إليه عساكر المستعصم فلم تثبت طويلاً، ودخل هولاكو بغداد. جمع ابن العلقمي سادات وعلماء بغداد إلى هولاكو حيث قتلهم جميعًا، وأبقوا على الخليفة المستعصم إلى أن دلهم على مواضع الأموال ثم قتلوه، وكان قتله على يد المغول سنة (656هـ). وبموته انقرضت دولة بني العباس في العراق. وأصبح ابن العلقمي وزيراً عند هولاكو وحاكماً في بغداد ولم يدم حكمه طويلا حيث توفي بعدها بأشهر. وللفائدة العلمية فإن ابن العلقمي رافضي المذهب.
وذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية ( 13/201 ) قوله : وأوهم --يعني ابن العلقمي-- الخليفة وحاشيته أن ملك التتار يريد مصالحتهم وأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فخرج الخليفة إليه في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والأمراء والأعيان. وهكذا تم أسر الخليفة وقتله بناءً على نصيحة ابن العلقمي لهولاكو. كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية ( 13/201 ) : وقال الوزير ابن العلقمي: #متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عامًا أو عامين، ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل ذلك# وحسنُّوا له قتل الخليفة.--Maon1400 (نقاش) 13:52، 2 مايو 2012 (ت ع م)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة ( 5/155 ) عن ابن العلقمي: وكان وزير الخليفة ببغداد الذي يقال له ابن العلقمي منهم --يعني الرافضة-- فلم يزل يمكر بالخليفة والمسلمين ويسعى في قطع أرزاق عسكر المسلمين وضعفهم، وينهى العامة عن قتالهم --يعني التتار-- ويكيد أنواعًا من الكيد.
[عدل] كيفية دخول بغدادسار هولاكو مع أكبر جيش مغولي تم تجهيزه على الإطلاق, واستطاع ان يخضع قبيلة اللُر بسهولة, ومن خلال سمعته الرهيبة استطاع ان يجعل الحشاشين يستسلموا إليه ويسلموه قلعتهم (قلعة ألموت) دون قتال.
يوم الجمعه 1 فبراير 1258 هدم المغول برج العجمى ويوم الاتنين تسلق المغول السور الذي كان هولاكو واقف امامه وقتلوا العساكر البغدادية الذين كانوا واقفين فوقه. وفي المساء أصبحت جميع لأسوار الشرقية في ايدي المغول. أمر هولاكو بعمل جسر ونصب مجانيق ولا يسمحواأى حد يحاول يهرب بالمراكب. فلما حاول مجاهد الدين أيبك الدواتدار الصغير الهرب بمركب ضربته العساكر بالمنجنيق والسهام وقوارير القطران وخدوا ثلث مراكب واضطر مجاهد الدين إلا الرجوع إلى بغداد [3].
كان هولاكو وضع نصب عينيه الاستيلاء على بغداد لزمن طويل, التي كانت هدف حملته الرئيسي. وتعلل برفض الخليفة العباسي المستعصم بالله إرسال إمدادات عسكرية إليه لتنفيذ رغبته. وقد أرسل إلى الخليفة رسالة يدعوه فيها إلى هدم حصون وأسوار بغداد، وأن يردم خنادقها، وان يأتي إليه بشخصه ويسلم المدينة له، وأوصاه أن يستجيب حتى يحفظ كرامته، وان لم يستجب، فسيحل بأهله وبلاده الدمار والخراب.
«عندما أقود جيشي الغاضب إلى بغداد, ساقبض عليك سواء اختبأت في الجنة أو في الأرض. ساحرق مدينتك وأرضك وشخصك. أذا كنت حقا تريد حماية نفسك وعائلتك الموقرة, أسمع نصيحتي, وأن أبيت ذلك فسترى مشيئة الله فيك.»
[عدل] صفاتهكان كريماً حليماً سليم الباطن حسن الديانة. قال الشيخ قطب الدين: كان متديناً متمسكاً بالسنة كأبيه وجده ولكنه لم يكن مثلهما في التيقظ والحزم وعلو الهمة، وكان للمستنصر أخ يعرف بالخفاجي يزيد عليه في الشجاعة والشهامة، وكان يقول: إن ملكني الله الأمر لأعبرن بالجيوش نهر جيحون وأنتزع البلاد من التتار وأستأصلهم فلما توفي المستنصر لم ير الدويدار والشرابي والكبار تقليد الخفاجي الأمر وخافوا منه، وآثروا المستعصم للينه والقيادة ليكون لهم الأمر فأقاموه، ثم ركن المستعصم إلى وزيره مؤيد الدين العلقمي الرافضي فأهلك الحرث والنسل ولعب بالخليفة كيف أراد وباطن التتار وناصحهم وأطمعهم في المجيء إلى العراق وأخذ بغداد وقطع الدولة العباسية ليقيم خليفة من آل علي، وصار إذا جاء خبر منهم كتمه عن الخليفة ويطالع بأخبار الخليفة التتار إلى أن حصل ما حصل.
استدعى المستعصم وزيره ابن العلقمى، وقال له " ما تدبير أمرنا "، فرد عليه ابن العلقمى ببيت شعر يقول : " يظنون أن الأمر سهل وإنما... هو السيف حدت للقاء مضاربة"[3].
تراجع الخليفة المستعصم عن موقفه فبعث بإبنه وولى عهده إلى هولاكو لمفاوضته، فطلب هولاكو منهم إلقاء السلاح وخروج جيش الخليفة بأكمله من بغداد إلى معسكر المغول بدون سلاح، وهناك حنث هولاكو بوعده وقام بقطع رؤوس عشرات الألوف من الضباط والجنود على مرأى من سكان بغداد وولى العهد المعظم[4].
دخل هولاكو بغداد فوجد حوض من الذهب الأحمر الخالص في ساحة القصر.. يقول المؤرخ الهمذانى "وقصارى القول أن كل ما كان خلفاء بنى العباس قد جمعوه خلال خمسة قرون وضعه المغول بعضه فوق بعض فكان كجبل على جبل"[5].
[عدل] موقف هولاكو مع الخليفةعندما قبض هولاكو على الخليفه قيل له انه لو قتله وأريقت دماءه على الأرض فسيحدث كوارث عظيمة فأمر هولاكو بان يوضع الخليفه في جلد بقر وان يضرب بداخله حتى يموت.