وتحمل الأنثى جنينها لمدة 22 شهرًا وتضع مولودا واحدا عادة، وقد تضع توائم أحيانًا. ويتراوح وزن صغير الفيل الإفريقي عند الولادة بين 115 و145كجم ويرتفع حــوالي 95سم عند الكتفين. ويزن صغير الفيل الهندي حديث الولادة حوالي 100كجم ويبلغ ارتفاعه 85سم.
ويستطيع وليد الفيل المشي بعد ساعة من ولادته. وتبقى الأم بجانب صغيرها تحميه لعدة سنوات. ويعتمد الصغير في البداية وبشكل أساسي على لبن أمه. ويرفع خرطومه فوق رأسه أثناء رضاعته حتى يمكنه الوصول إلى ثدي الأم. وعندما يبلغ الصغير بين 3 و4 أشهر يبدأ الاعتماد في غذائه على الأعشاب والنباتات الأخرى. وتبقى الذكور مع أمهاتها حتى عمر 14 سنة تقريبا. وتنمو أجسام الفيلة طوال حياتها، لذلك تصبح أكثر ضخامة مع مرور الزمن. ويبلغ حجم الذكر المكتمل النمو في عمر الأربعينيات ضعف حجم الأنثى في العمر نفسه.
الهيجان. للفيل غدة صدغية على كل جانب من رأسه في منتصف المسافة بين العين والأذن. وتنتفخ هذه الغدة مرة كل سنة تقريبا وتخرج منها رائحة قوية. وتصبغ هذه الإفرازات وجــه الفــيل. تنشــط هذه الغــدة لمدة شــهرين أو ثلاثة أشهر في السنة، وهي الفترة التي يكون فيها الفيل في حالة هيجان. ويحدث الهيجان عند الفيلة بعد عمر 25 سنة.
في الأسر تكون الفيلة في غاية الخطورة خلال فترة الهيجان إذا ماتم استفزازها، وتهاجم كل ما يقترب منها من الحيوانات وحتى الإنسان والفيلة الأخرى. لذا فإنها يجب أن تقُيد أو تُوضع في حظائر مسيَّجة خلال هذه الفترة.
بدأ علماء الحيوان حديثا فهم دور الهيجان. يحدث الهيجان عندما يرتفع تركيز هورمون الذكورة التستوستيرون أكثر من معدله الطبيعي. ويعطي الهيجان لبعض الذكور أفضلية على الذكور الأخرى التي ليس لديها هذه الخاصية؛ لأن الذكور الهائجة تكون أكثر عدائية ولها القدرة على حماية الأنثى، الأمر الذي يجعلها مرغوبة لدى الإناث. وتتزاوج أنثى الفيل مع الذكر خلال فترة هيجانه، وتكون الإناث جاهزة للتزاوج خلال فترة الإثارة الجنســية المعروفة بالدورة النزوية، والتي تستمر أربعة أيام.
فيل مهاجم ينصب أذنيه مما يجعله يبدو أكثر خطرًا أثناء الهجوم. تعارك الفيلة أعداءها مستخدمة أنيابها وخراطيمها كما تسحق عدوها بأقدامها.
الحماية من الأعداء. يساعد الحجم الضخم للفيلة، إضافة إلى سُمك جلدها، على حمايتها من معظم الحيوانات. وتعتبر الأسُود والتماسيح والثعابين والإنسان من أهم أعداء الفيلة. ونادرا ما تتعرض الفيلة المكتملة النمو للأعداء ولكن صغارها أكثر عرضة لذلك. وتقوم النمور الرقطاء والببرات أحيانا بقتل الصغار، وعندما يواجه قطيع الفيلة خطرًا ما تقوم الفـــيلة المكتملة النمو منها بتكوين حلقة دائرية حول صغارها. وتقوم الفيلة أيضا بإرهاب أعدائها عن طريق نصب آذانها وشد جسمها كأنها ترتعش. وإذا ما حاول حيوان مهاجمة فيل فإنه يقوم بالدفاع عن نفسه بنجاح، حيث يبرك عليه ويهرسه حتى الموت. وقد تستخدم الفيلة أنيابها في حالة الهجوم على أعدائها.
ومن السهل أن يدب الخوف في صفوف الفيلة. فأي صوت غريب كصوت بندقية يكفي لإثارة الذعر بكامل القطيع. وربما تهجم الفيلة على مصدر الصوت أو تفر بعيدا عنه. وإذا ما أفزع الفيل أو استفز فإنه يقوم بنصب أذنيه مما يجعله يبدو خطيرًا. وأثناء الهجوم، تهاجم الفيلة أعداءها بوساطة أنيابها وخراطيمها، كما تسحق عدوها عن طريق البرك عليه، وقد تستخدم خراطيمها لإصدار صوت بكاء حاد يُعرف بالتبويق
فترة الحياة. تعيش الفيلة البرية حتى عمر 60 سنة، بينما تعيش تلك التي بالأسر إلى أكثر من 65 سنة. ويموت كثير من الفيلة بعد أن تســقط أسنانها؛ لأنها تصبح غير قادرة على مضغ الطعام. ويعتقد بعض الناس أن الفيلة تذهب إلى مكان خاص لتموت به يطلق عليه مقابر الفيلة. وقد نشأ ذلك الاعتقاد، لأن الفيلة تميل للعيش بالمناطق الشجرية والأماكن التي تحتوي على نباتات طرية سهلة الهضم. وعندما تموت الفيلة يتعفن جسمها وتبقى منها الأنياب. وعندما يعثر الناس على العاج يعتقدون أنهم اكتشفوا مقبرة للفيلة. كذلك يعثر الناس على بقايا الفيلة في الأماكن الشجرية التي تنشب بها الحرائق أحيانًا بفعل الصيادين، وتؤدي إلى هلاك عدد كبير من الفيلة.
حماية الفيلة
الفيلة الكائنات الوحيدة من رتبة الخرطوميات التي مازالت على قيد الحياة. وكانت هذه المجموعة تشمل في وقت من الأوقات أكثر من 350 نوعا تمتلك خراطيم طويلة. وقد عاشت أقدم الخرطوميات المعروفة في إفريقيا وآسيا قبل حوالي 50 مليون سنة. وشملت الخرطوميات الأخرى الماموث والمستودون، ويشبه كل من هذين النوعين الفيل إلى حد كبير.
يجمع خبراء الحياة البرية في الوقت الحاضر على أن الفيلة تتعرض لخطر كبير، وأنه لا بد من حمايتها، حتى تستطيع البقاء على قيد الحياة. وقد قام الإنسان بتدمير كثير من البيئات الطبيعية للفيلة عن طريق استخدامها للاستيطان والزراعة.
وقام العديد من شعوب إفريقيا وآسيا بتخصيص أراضٍ لحماية بيئات الفيلة والحيوانات البرية الأخرى. وتقع هذه الأراضي في المتنزهات الوطنية وفي مناطق تعرف بالمحميات. ويخشى كثير من خبراء حياة الحيوانات الوحشية أن مساحة الأراضي المخصصة لذلك قد تكون غير كافية لحماية كثير من الفيلة البرية.
ويشكل الصيادون ـ خاصة أولئك الذين يبحثون عن العاج ـ خطراً على حياة الفيلة البرية. وتحظر القوانين اصطياد الفيلة في المحميَّات والمتنزهات الوطنية، وكذلك تحدد العدد المسموح به للصيد. وفي الحقيقة يصعب تطبيق مثل هذه القوانين، لذا يُقتل الآلاف من هذه الفيلة سنويا بشكل غير قانوني.
وقد انخفض عدد الفيلة في إفريقيا بشكل كبير خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين. تكاتفت مجموعات حماية الحياة البرية لوقف هذا الانخفاض. وفي عام 1989م فرضت هيئة حماية التجارة الدولية للأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات حظرًَا كاملاً على تجارة العاج. وتتبع هذه الهيئة في إدارتها الأمم المتحدة. وفي كل الأحوال فإنه يصعب السيطرة على تجارة العاج ما دام الناس يقومون بشراء منتجاتها.
وبحلول التسعينيات من القرن العشرين، كان للهند 18 ألف فيل، وقد بدأت السلطات الهندية منذ عام 1991م مشروعًا ضخمًا لحماية الفيل الآسيوي من الانقراض.