حدقة العين تتسع في الظلام وتضيق أمام سطوع الضوء. ولكن هذا جزء من الحقيقة. فالحدقة تتسع أيضا في حالات أخرى، ومنها يمكن التنبوء بقرارات الشخص. ولكن كيف؟ وما هو الجهاز البشري المسؤول عن ذلك؟
حدقة العين (أو البؤبؤ) أشبه بمرآة صادقة لعواطفنا: فهي تتسع حالما نشعر بالخوف، أو الغثيان، أو نشعر بالسعادة. كما يمكن من خلال مراقبة الحدقة معرفة الكثير حيال القرارات الآنية. ومن المعرف أن حدقة العين تتسع كثيرا في الظلام لتتمكن من التقاط أكبر كمية من جزيئات الضوء. وبالمقابل تضيق كثيرا أمام الضوء الساطع لحماية شبكية العين. ولكن الضوء ليس العامل الوحيد المؤثر على اتساع وتضيق الحدقة.
والحالة العاطفية يمكن قراءتها فورا في العيون. فالحدقة تتسع أيضا عندما نشعر بالفرح الكبير أو بالخوف. والمسؤول عن ذلك هو الجهاز العصبي التلقائي الذي يتحكم بالوظائف الحيوية اللاإرادية. وعند وجود خطر ما أو أمر مفرح، يتخذ هذا الجهاز التلقائي القرارات بشكل أسرع بكثير مما يتطلبه اتخاذ القرارات الإرادية. وهذا الجهاز التلقائي نلاحظ دوره خلال عبور الشارع مثلا وسط زحام السيارات.
وهكذا إذا فرح الإنسان لأمر ما فإن #أول رد فعل يأتي من العين التي تتسع حدقتها بشدة حتى قبل أن ينطق الإنسان بأي كلمة.
الحدقة تتغير أيضا قبيل اتخاذ القرارات
الباحثان فيليام دي غي وتوبياس دونر من #جامعة أمستردام توصلا إلى اكتشاف جديد، نشر في الدورية التخصصية "Proceedings of the National Academy of Sciences (PNAS)". وفي هذه الدراسة الجديدة توصل الباحثان إلى أنه من الممكن التنبوء بالقرار الذي سيتخذه الشخص من خلال التدقيق في حدقة عينه. فمثلا إذا كان القرار هو بإجابة "نعم" أو "لا"، فإن "نعم" تكون مسبوقة باتساع الحدقة.
لكن الباحث الألماني هيلموت فيلهيلم من "جمعية طب العيون الألمانية" يشكك في نتائج هذه الدراسة. فهو يرى أن هناك إجماعا بين الباحثين والأطباء على أن العين تتسع قبيل اتخاذ القرارات، ولكن هذا الاتساع هو انعكاس للتوتر ويحدث في جميع حالات اتخاذ القرار، بغض النظر إن كان سلبيا أو إيجابيا.
وهذا يعني أن حدقة العين لا تكذب وأنها تعكس حقا الكثير عن الحالة النفسية للإنسان، ولكن ليس بدقة كبيرة حتى اليوم